مدينة الشلف هي ولاية ساحلية في الجزائر، تتألق بين مرتفعاتها المكسوة بالخضار، شواطئها ذات الإطلالات الخلابة، وسط السهول الخصبة، والشلالات المذهلة التي تحتضنها الغابات الكثيفة، مما يزيدها ألقًا، فتتباهي هذه المدينة بجمال طبيعتها البكر، وسحر طلّتها التي تؤسر النفوس، وتسلب الألباب.
كما تمتلك الولاية المواقع التاريخية، المزارات الأثرية التي تدل على أصولها الضاربة في جذور التاريخ، بين الآثار الرومانية، فسيفساء الكنيسة، ففي الشلف تتنوع أشكال السياحة ما بين السياحة البيئية، الترفيهية، التاريخية، لتجعل منها وجهة سياحية مرموقة تُرضي ميول زوّارها بمختلف أشكالها، كل هذا وأكثر في واحدة من أجمل مدن السياحة في الجزائر .
محتويات الصفحة
المتحف العمومي الوطني في الشلف
يُعد المتحف العمومي الوطني من أهم معالم السياحة في الشلف ، الذي يحتل موقعًا استراتيجيًا بالقرب من وسط المدينة، ويضم بين أروقته الكثير من تراث البلاد، ومن بين أهم مقتنيات هذا المتحف المُميّز، مجموعة من الرُفات والتحف التاريخية، بجانب المصنوعات اليدوية التراثية، الفنون التقليدية في العاصمة.
كما يُقام به العديد من الفعاليات الهامة التي تُتيح الكثير من الأنشطة لمختلف الفئات العمرية بداية من الأطفال، وتشمل أنشطة ثقافية، اقتصادية، وترفيهية، يتم تنظيمها بصورة مُتقنة، فلا يفوتك زيارته لتستكشف الكثير عن تاريخ البلاد.
شاطئ الدّشرية في الشلف
يمتد الساحل الشلفي بطول 129 كيلومترًا، في تنوع مُذهل بين الشواطئ الصخرية، والحصوية، تتمتع بطبيعةٍ بِكر، ومن أجملهم شاطئ الدّشرية الذي يقع في أقصى الشمال الغربي من ولاية الشلف الجزائر ، وهو الشاطئ الرملي الوحيد من بين هذه المجموعة من الشواطئ المميزة، حيث يمتلك إطلالة رائعة بمزيج بين زُرقة المياه وخُضّرة الغابات المحيطة به، مع رمال بيضاء ناعمة، جعلت منه مقصد رئيسي للمصطافين من داخل الوطن، ومن السيّاح على حدٍ سواء، ستحظى بأجمل الأوقات بين متعة الإطلالة وسحرها، وبين الانطلاق في أجواء يملاءها المرح.
مسجد الشهيد عبد القادر دهنان
يُعرف أيضًا باسم مسجد السعودية، والذي يقع بمركز مدينة الشلف الجزائرية ، هو صرح ديني وثقافي، زاده موقعه المُتميّز بالحي الإداري بقلب الولاية، ليكون مقصدًا للمصليين، كما يُعد تصميمه تحفة معمارية إلى جوار المركز الثقافي الإسلامي بنته المملكة العربية السعودية كهبة بعد الزلزال الذي ضرب البلاد عام 1980 ميلاديًا، إذ يتميّز بهندسة معمارية ذات طراز إسلامي بلمسة من التراث السعودي الفريد، من الخارج ومن الداخل أيضًا، فقد أصبح منارة للأصالة، وانطلاقه مُميّزة للتوعية الدينية لأجيال وأجيال.
عين مران الشلف
واحدة من أهم أحياء الشلف ، والتي تقع على بُعد مسافة 45 كيلومترًا شمال غرب الولاية، تتربع عين مران على سهل زراعي تُقدر مساحته بحوالي 50 هكتار لزراعة الكروم، وقد تم تأسيسها عام 1884 ميلاديًا، وقد خلّف الاستعمار الفرنسي العديد من الآثار في هذه البلدية المُميّزة، والتي من بينها كنيسة هي الأقدم في إفريقيا، حيث يرجع تاريخها إلى عام 324 ميلاديًا، التي تحتل قلب تلك المدينة القديمة، معصرة الكروم، والفيرمة القديمة بمنطقة أولاد صافي، ومقابر النصارى.
كما تضم عين مران العديد من المساجد، مثل مسجد سيدي على بن أبي طالب، مسجد سيدي عقبة بن نافع، وغيرهم من المساجد، بجانب عدد من الآثار الرومانية، والعديد داخل هذه المنطقة التاريخية المُميّزة.
منارة رأس تنيس
هي معلم أثري تاريخي، تتمتع بموقعها الاستراتيجي الهام في قلب مدينة الشلف ، تتألق تلك المنارة القائمة بمحاذة البحر بضوئها المبعث من نوافذها العالية، ويرجع تاريخه إلى العهد الفرنسي عام 1865 ميلاديًا، فتحمل بين اروقتها الدليل على الجذور العميقة للبلاد.
كانت وجهة مُميزة للعديد من الشخصيات البارزة، حيث قام بزيارتها جوزيف ستالين الرئيس الأول للاتحاد السوفيتي عام 1950 ميلاديًا، تحتفظ هذه المنارة بشكلها الأصلي، وتتميّز بأعمدتها وتصميماتها الهندسية المُقامة على الطراز الاستعماري، لا تزال منارة رأس تنيس تعمل حتى الآن فتقوم بمتابعة حركة الملاحة، وإرسال الإشارات للسفن واستقبالها.
سد وادي فضة
أحد أشهر وأقدم سدود الجزائر، ويعود تاريخه إلى عام 1932 ميلاديًا، وتم تشييده بسواعد الجزائريين تحت تسلط المستعمر الفرنسي، ويسقي هذا السد البساتين الموجودة في الجهة الشرقية من مدينة الشلف ، والتي تمتد لمساحات شاسعة، كما يُعتبر سد وادي فضة مقصدًا سياحيًا هامًا لكل عائلات الولاية، والولايات المجاورة التي تحرص على قضاء وقت مُمتع بين ربوعه الثرية بطبيعة خلابة، وإطلالات مُذهلة، لينعموا بين ضفافه، ومُنحدراته الشاهقة، التي تعبر من خلالها الجداول والينابيع، كما يتزيّن المكان بعيون المياه المنفجرة، كل هذا وأكثر ستجده أثناء رحلتك المُمتعة في سد وادي فضة.
الحديقة الحضرية بالشلف
تُعد الحديقة الحضرية بحي الرادار في مدينة الشلف من أبرز المعالم السياحية، حيث تستقطب أعداد كبيرة من العائلات الشلفية، التي وجدت في هذا الفضاء الترفيهي ملاذًا مُميّزًا يوفر المتعة لكل أفراد الأسرة بين أجواء مُبهجة يسودها الأمن.
كما تتمتع الحديقة بطبيعتها الخلابة وتصميمها الأنيق الذي يوفر كل سبل الراحة والاستجمام، فتضم حديقة مائية، مرافق لتسلية الأطفال، بجانب المحلات التجارية، المطاعم، والمقاهي، إضافةً إلى الممرات المُجهزة لمُحبي رياضة المشي، كما يُقام بها العديد من الفعاليات الحية بمُختلف المُناسبات في البلاد، ستحظى بأمتع الأوقات بين أرجاء هذه الحديقة الرائعة.
شلالات التراغنية
تتميّز منطقة تنيس بالشلف بامتلاكها مناظر طبيعية خلابة تسحر الناظرين، تنُم عن تناغم الطبيعة البكر مع أجواء يعُمّها الهدوء، وخاصةً في شلالات التراغنية التي تعتبر مقصد الكثيرين، بين منظر خلاب للمياه الصافية وأجواء منعشة من الهواء الطلق المُحمّل برذاذ من مياه الشلال المُتدفقة، حيث يقع هذا الشلال في قلب الغابة، مما جعل منه وجهة سياحية لا مثيل لها.