ولاية قالمة جوهرة في تاج الإمبراطوريات، فبين مرتفعاتها الشامخة التي تُلامس السحاب، سهولها الخضراء، والينابيع الحموية المعدنية المُذهلة، يجد السائح نفسه بين أسطورة تتنفس جمال الطبيعة وسحرها، تقع المدينة على ارتقاع 290 مترًا فوق مستوى سطح البحر، تُطل على سفوح جبال الماونة، دبيغ والهوارة، ويسري في قلبها نهر السيبوس ليزيد من بريقها الأخّاذ.
كما تمتلك قالمة سياحة بمذاق فريد، بآثارها الرومانية الفريدة، بين عدد كبير من المواقع الأثرية السياحية، المزارات التاريخية، ومعالم تشهد على الماضي العريق لهذه المنطقة، حيث أصبحت محط أنظار السيّاح المتوافدين على قالمة كواحدة من أجمل وجهات السياحة في الجزائر .
محتويات الصفحة
حمام دباغ “المساخيط”
يُعد حمام دباغ ولاية قالمة متحفًا طبيعيًا ينطق بالجمال والسحر، حيث يتمتع بإطلالات مذهلة بين التضاريس الجبلية والسهول الخضراء، وانسدال الماء من ارتفاع كبير، كما يحتل المرتبة الثانية عالميًا في درجة الحرارة بعد براكين أيسلندا، وبه واحد من أشهر الشلالات، والمصنف عالميًا ضمن أجمل شلالات العالم.
فتبلغ مساحته الحمام 96 كم تقريبًا، كما يُعد وجهة سياحية وطنية بامتياز، لما يحتويه من مناظر غاية في الروعة، ستحظى بوقت رائع أثناء زيارتك إلى حمام دباغ للاستجمام والاسترخاء عندما تغمر جسدك داخل أحد أحواض المياة المعدينة الحرارية ذات الخواص المميزة، ف تجربة فريدة لا تُنسي.
المسرح الروماني
يُحاكي المسرح الروماني عراقة تلك المدينة، يُعد تحفة فنية في هندسته المعمارية وتماثيله النادرة، فهو واحد من أهم معالم السياحة في قالمة ، فيرجع بناءه إلى الحقبة الرومانية من حكم البلاد في ما بين عامي 193 و211 ميلاديًا، ويتألف من أربع طبقات لجلوس المتفرجين حيث يستوعب 500 شخص، وأثنين من الأنفاق ذات التصميم والزخارف المذهلة، وقد تغني على خشبة هذا المسرح الكثير من مشاهير الطرب الجزائريين والعرب.
المتحف الروماني
أحد أهم المزارات السياحية في مدينة قالمة ذات التاريخ والأصالة، حيث يضم المتحف بين أرجائه مجموعة من المقتنيات التي تحمل الكثير من تاريخ البلاد، ومن بينها المنحوتات الرومانية الشهيرة مثل تمثال فينوس أيقونة الجمال والحب، تمثال هرقل، والأواني، وغيرهم العديد في هذا المكان الثري والمُفعم بجمال الحضارة وبهائها.
الحديقة الوطنية جبل ماونة
أحد المعالم السياحية الضخمة في ولاية قالمة ، وهو جبل يبلغ ارتفاعه حوالي ألف وخمسمائة مترًا، تقع المدينة على قمته وتطل بذلك على مناظر طبيعية خلابة، وتُعد من أهم المناطق التي يلجأ إليها العائلات والسيّاح على حدٍ سواء، ففي الصيف يستمتعوا بنسائم الهواء الجبلي الباردة، والغابات الكثيفة المتنوعة، ويمكنهم التخييم به ، وإقامة حفلات الشواء، أما في الشتاء فيكسوها الجليد لتُطل بصورة أجمل ترسمها الثلوج المتناثرة على أرجائها، كما تنتشر فيه الحمامات الحموية، لعل أهمها حمام النبايل، وحمام ولاد علي، وثاني أسخن حمام في العالم وهو حمام دباغ الشهير.
المسجد العتيق
تحفة هندسية جميلة ومعلم أثري ضارب في أعماق التاريخ، يُعد المسجد العتيق الواقع في قلب المدينة ، واحد من أبرز المواقع التاريخية بين معالم السياحة في قالمة ، يُميّزه تصميمه الفريد الذي مزج بين الجمال والبساطة، ويجمع بين الفترتين العثمانية والفرنسية، وربما كان المسجد الوحيد بالمدينة قبل 160 عام تقريبًا، حيث تم بناءه في 1852 ميلاديًا.
وللمسجد عِدة أبواب تؤدي إلى شواع المدينة القديمة، وله مئذنة ذات ارتفاع متوسط وهي أصغر مئذنة في المدينة لكنها تتفرد بتصميم هندسي مُميز، يحيط بها القباب المُتعددة، وتبلغ مساحة المسجد العتيق حوالي 100 متر مربع، فلا يفوتك زيارة هذا المعلم الفريد.
مدينة تيبيليس الأثرية
مدينة تيبليس الأثرية المزدهرة بتاريخ عريق، التي تقع في بلدية عين مخلوف، ومن أهم المواقع الأثرية جذبًا للسيّاح، حيث تضم بقايا مدينة كاملة تؤرخ للفترة الرومانية، وتتمثل مقتنيات المدينة في حجارة رومانية، شقق فخارية، ونصب جنائزي عليه كتابات لاتينية، تم تحويله إلى المتحف الروماني في مدينة قالمة ، كما يوجد بها 3 مواقع أثرية ذات أهمية تاريخية كبيرة.
غار جماعة بقالمة
تحفة سياحية نادرة تعود إلى ما قبل الميلاد، بقلب جبل طاية في بلدية بوحمدان، يوجد هذا الكهف العجيب الذي يُعد أروع مناطق السياحة في قالمة وأغربها، بفضل ما تحتويه من مناظر خلابة وأسرار غريبة ظلت مدفونة على مر عصور ما قبل الميلاد، وكانت أكبر الرموز الشاهدة تواجد الرومان في المنطقة، فقد كان عام 210 ميلادية معبدًا لهم، بين سحر المكان وقيمته التاريخية والسياحية أثار فضول الفرنسيين الذين أولوه كامل العناية والاهتمام، الذي جعل منه مقصد للكثير من زوّار المدينة.